
رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، القدس 10 أغسطس 2025 (عبير سلطان/فرانس برس)
أفادت تقديرات مسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية، اليوم السبت، بأن رئيس حكومة الاحتلال
بنيامين نتنياهو “لا يخطط لوقف عملية مركبات جدعون 2“، إذ طبقاً لما نقلته صحيفة معاريف العبرية، عن مسؤول عسكري، فإن “الانطباع السائد هو أن نتنياهو ماض في هذه المعركة حتّى النهاية، لإدراكه بأنه من دون عملية كهذه لن تكون لديه القدرة على إبقاء حكومته متماسكة”.
المسؤول العسكري، الذي تقاطعت تقديراته مع تقديرات المسؤولين الأمنيين، يُرجع انطباعه إلى حقيقة أنه قبل أسبوعين خاضت إسرائيل مفاوضات وفقاً لمخطط المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والذي ينص على الإفراج عن بعض الأسرى دون الالتزام بوقف الحرب. بينما في اللحظة التي وافقت فيها حماس على ذلك، بدأت إسرائيل تتحدث بطريقة مختلفة متمسكة باتفاق شامل، وليس صفقات جزئية، لإنهاء الحرب بشروطها.
ما تقدّم اعتبرته الصحيفة سبباً وراء جديّة جيش الاحتلال في استعداده لمرحلة جديدة من القتال؛ حيث تبدى ذلك في فترات الانتعاش الممنوحة للجنود، قبل أن تليها عملية استدعاء لقوات الاحتياط في الثاني من سبتمبر/أيلول المقبل، بعد انتهاء العطلة الصيفية. ولفتت إلى أن ذلك يأتي انطلاقاً من إدراك مفاده أنهم، في الجيش، ماضون حتى النهاية في العملية العسكرية، تطبيقاً لقرارات المستوى السياسي.
وطبقاً للصحيفة، يقدّر جيش الاحتلال أن القتال في غزة قد يستمر لأشهر طويلة، ولهذا السبب سيستدعي الاحتياط تدريجياً، حيث وضع الجيش بالفعل مواعيد إرسال أوامر الاستدعاء الأولى هذا الأسبوع، على أن تتبعها دفعات في بداية نوفمبر/تشرين الثاني، ثم في بداية ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني من العام المقبل.
وفي السياق، نقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله إنه “في المجمل، حماس لم تعد موجودة كقوة عسكرية في غزة. لقد أصبنا جميع قادتها. وما تبقى لها هو بضع كتائب، وحتى هذه تضررت بدرجات متفاوتة. ولذلك لن تتمكن من إعادة إعمار غزة في اليوم التالي. ومع أن الضرر الذي لحق بها كان كبيراً جداً، لكن يجب أيضاً أن نفهم أننا نتعامل مع تنظيم “إرهابي”، لا يفكر بعقلانية، فإما أن يغتنم الفرصة ويرحل من هنا أو يستمر في القتال حتى القضاء على آخر مقاتل”.
وبحسب الصحيفة، فإن جيش الاحتلال يعمل حالياً انطلاقاً من إدراكه بأن العملية (مركبات جدعون 2) ستُنفذ، وأنه في غضون أسابيع ستعود قواته مجدداً إلى مدينة غزة وتحديداً إلى ميدان فلسطين ومستشفى الشفاء وإلى أنقاض مبنى البرلمان، وكذلك إلى شوارع رئيسية، مثل صلاح الدين وعمر المختار. وهي أماكن دمّرها الاحتلال بالفعل. ولفتت إلى أنه في بداية الأسبوع، سيواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ العملية ودفع السكان إلى النزوح من المدينة نحو الجنوب، مشيرةً إلى أنه في الأسبوع الماضي، توجهت إسرائيل إلى مديري المستشفيات في المدينة وأبلغتهم بأوامر الإخلاء ونقل المرضى إلى المستشفى الأوروبي في خانيونس.
على المقلب الآخر، رأت الصحيفة أن تصريحات رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، الليلة الماضية، بشأن عدد الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة بعد 687 يوماً من الحرب، والتي هزت عائلات المحتجزين والجمهور الإسرائيلي، قد تُغيّر خطط الحرب، وكذلك إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات.
