يواجه منتخب الجزائر مشكلة في مركز حراسة المرمى (العربي الجديد/Getty)ِ
تحدثت تسريبات إعلامية عن استدعاء حارس مرمى وفاق سطيف، طارق بوسدر، ضمن القائمة الموسّعة للمنتخب الوطني الجزائري الأول، المقبل بعد أيام على مواجهتين مهمتين في تصفيات كأس العالم 2026، ضد بوتسوانا وغينيا، وهو الحارس السادس، الذي يُستدعى من طرف المدرب بيتكوفيتش، منذ توليه الإشراف على “الخُضر”، دون أن يتمكن من الاستقرار على حارس أساسي، مثلما كان عليه الحال على مدى خمسة عشر عامًا مع رايس وهاب مبولحي، إذ فشل كل الحراس في إثبات وجودهم وأحقيتهم بالمنصب الذي لم يحظَ فيه أي حارس بالثقة المطلقة، وهو الأمر الذي يشكّل “وجع راس” يُضاف إلى مشكلة إيجاد بديل للاعب عيسى ماندي على مستوى خط الدفاع، الذي تلقى أربعة أهداف في المواجهة الودية الأخيرة ضد السويد.
وقد استدعى المدرب بيتكوفيتش، منذ مجيئه في شهر فبراير/ شباط 2024، ستة حراس مرمى، هم ألكسيندر أوكيجيا، وأليكسيس قندوز، وأسامة بن بوط، وأنتوني ماندريا، ومصطفى زغبة، وزكريا بوحلفاية، في انتظار استدعاء الحارس السابع، طارق بوسدر، مطلع شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، وهو الموجود حالياً مع المنتخب المحلي المشارك في بطولة كأس أفريقيا للمحليين “الشان” بديلاً للحارس الأساسي بوحلفاية، المعنيّ أيضاً بالخرجتين المقبلتين لـ”محاربي الصحراء”، ما يطرح علامات استفهام كثيرة حول قدرات الحارس الذي لم يخض أي مباراة رسمية مع المنتخب المحلي، رغم موهبته الكبيرة ومردوده المتميز مع فريقه وفاق سطيف، إذ يعتبره المتتبعون حارس المستقبل لمنتخب الجزائر، الذي بإمكانه أن يحل مشكلة عقيمة، بدأت منذ رحيل رايس وهاب مبولحي.
وخاض “الخضر” 21 مباراة رسمية وودية مع بيتكوفيتش، تلقوا فيها خمسة عشر هدفاً، ولم يشارك في تلك المواجهات أي حارس في ثلاث مباريات متتالية لأسباب مختلفة، ما صعّب مأمورية المدرب في الاستقرار على حارس أساسي، وجعله يستدعي ستة حراس في ظرف وجيز، وهو ما أثر بالمنظومة الدفاعية، التي تعاني أصلاً غياب البدائل والخيارات على مستوى وسط الدفاع، مقارنة بالوسط والهجوم، علماً بأن ضمان حارس مرمى أساسي في أي فريق أو منتخب يشكّل ركيزة أساسية تضمن الاستقرار في أي دفاع وتزرع الثقة المتبادلة، مثلما كان عليه الحال في عهد مبولحي، حتى عندما تراجع مستواه في السنوات القليلة الماضية، ووجد صعوبات في إيجاد نادٍ يلعب له، بسبب تقدمه في السن.
وإن استُدعي طارق بوسدر، فسيكون من الصعب على بيتكوفيتش إقحامه في المباراتين الرسميتين المقبلتين، ضد بوتسوانا وغينيا، في تصفيات كأس العالم 2026، لكن إقحامه في المجموعة قد يكون بداية لمشوار يُراد له أن يبدأ من الآن تحسباً للمستقبل، فيما لم يستطع أي حارس فرض وجوده حارساً أساسياً على الأقل في المونديال المقبل، بعد أقل من سنة من الآن، وهو الأمر الذي يعتبره البعض مغامرة تقتضي الاستعانة مجدداً برايس وهاب مبولحي، في حل مؤقت لمعضلة كبيرة، خصوصاً بعد انضمامه إلى فريق ترجي مستغانم الجزائري، مع مطلع الموسم الجديد، وهو الأمر الذي يحمل مغامرة أخرى تعتبر سلاحاً ذا حدين، خصوصاً إذا لم يكن موفقاً في عودته إلى المنافسة مع فريقه.
ولم يسبق للمنتخب الجزائري عبر التاريخ أن وجد صعوبات في حراسة المرمى، إذ كانت الخيارات متوفرة كل مرة، لكن منذ ظهور مبولحي في مونديال 2010، لم يبرز حارس بديل ينافسه على مركزه، حتى عندما كان دون فريق، ما يطرح تساؤلات عن تكوين حراس المرمى في الجزائر، وغياب الثقة في حراس المرمى الحاليين، الذين لم يستثمروا بدورهم في الوضع، ولم يستغلوا الفرصة لتطوير إمكاناتهم، وإثبات جدارتهم بحراسة مرمى المنتخب الأول، التي تبقى متاحة لكل الحراس إلى حين.