من مواجهة النصر والأهلي في الدوري السعودي، 13 سبتمبر 2024 (فايز نور الدين/فرانس برس)
تترقب الجماهير الرياضية انطلاق المواجهة النهائية في بطولة كأس السوبر السعودي، اليوم السبت، التي ستجمع بين نادي النصر، بقيادة نجمه المخضرم، كريستيانو رونالدو، وغريمه فريق الأهلي، في تمام الساعة الثالثة ظهراً بتوقيت القدس المحتلة.
وتجاوز الأهلي عقبة القادسية في نصف نهائي بطولة كأس السوبر السعودي 5-1، بفضل اللعب الجماعي الذي اعتمد عليه النجم الجزائري رياض محرز ورفاقه، ممن أظهروا أنفسهم مرشحين لحسم لقب المسابقة، رغم مشاركتهم بدلاً من الهلال، الذي قدم اعتذاراً رسمياً عن عدم خوض المنافسة، الأمر الذي عرّض “الزعيم” لانتقادات لاذعة. ويعتمد الأهلي في نهائي بطولة كأس السوبر السعودي على عدد من النجوم، أبرزهم رياض محرز، الذي يقدم التمريرات الحاسمة، ويسبب صداعاً لدى مدافعي منافسيه، فيما يظهر أيضاً الإنكليزي إيفان توني، الذي يلعب رأس حربة صريحاً، ويتحرك دائماً داخل منطقة الجزاء، ويُشتهر بالمراوغات والتسديدات القوية، فيما يُعتبر العاجي فرانك كيسييه صمام الأمان في خط الوسط، ولديه القدرة على قراءة المواجهات الصعبة، بالإضافة إلى امتلاك الفريق الثاني لمدينة جدة خطاً دفاعياً صلباً، وحارس المرمى، السنغالي إدوارد ميندي، الذي تألق كثيراً، وكان أحد مفاتيح التتويج بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة.
وحسم نادي النصر تأهله إلى نهائي بطولة كأس السوبر السعودي، التي تقام في هونغ كونغ، بعدما نجح في تجاوز عقبة غريمه، فريق الاتحاد، بهدفين مقابل هدف، في مواجهة شهدت تألق النجم البرتغالي، جواو فيليكس الذي انضم إلى “العالمي”، في سوق الانتقالات الصيفية الحالية، بصفقة فاجأت الجميع، عقب قراره بالرحيل عن صفوف تشلسي الإنكليزي.
وتمثل المواجهة النهائية بكأس السوبر السعودي حافزاً قوياً بالنسبة إلى جواو فيليكس، الذي شاهدته الجماهير يبكي، إثر تسجيله الهدف الأول مع النصر في شباك الاتحاد، بعد مسلسل من الإخفاقات الطويلة، منذ رحيله عن بنفيكا البرتغالي في صيف 2019، إذ انضم إلى العديد من الأندية الأوروبية بداية من أتلتيكو مدريد ثم تشلسي وبرشلونة وميلان، قبل أن يعود إلى “البلوز”. وفشل فيليكس خلال تلك التجارب في إثبات نفسه للجميع، بعد أن كان أحد أفضل المواهب في أوروبا قبل رحيله عن بنفيكا، ليقرر الاتجاه نحو النصر.
لكن المواجهة النهائية لن تكون سهلة بالنسبة إلى المدرب البرتغالي، جورجي جيسوس، الذي فقد خدمات نجمه السنغالي ساديو ماني، بسبب البطاقة الحمراء التي تلقاها في اللقاء أمام الاتحاد بنصف النهائي، إلا أن الجهاز الفني لديه عدة خيارات، الأولى: الفرنسي كينغسلي كومان، الوافد الجديد من بايرن ميونخ، الذي يُعد المستفيد الأكبر من طرد ماني. وقد يضطر جيسوس إلى إعادة كومان إلى مركزه المفضل جناحاً أيسر، لتعويض غياب ماني في المباراة المقبلة. وفي هذه الحالة، قد يعتمد جيسوس على البرازيلي ويسلي جاسوفا ريبيرو بشكل أساسي في مركز الجناح الأيمن، ولا سيما بعد مشاركته بدلاً من كومان، في آخر دقائق الشوط الثاني من مباراة الاتحاد. وقد يلجأ المدرب البرتغالي إلى حل آخر، وهو الدفع بالسعودي أيمن يحيى في مركزه المفضل أيضًا جناحاً أيمن، مع إعادة مواطنه نواف بوشل للعب ظهيراً أيسر، والاعتماد على سلطان الغنام بشكل أساسي. وفي حال اعتماد جيسوس على كومان في مركز الجناح الأيمن، فإنّ المدرب سيلجأ إلى الاعتماد على ويسلي جناحاً أيسر، أو ربما الدفع بأيمن يحيى في هذا المركز، ليكتفي بالشق الهجومي من الدور، الذي يتطلبه منه موقعه الحالي بوصفه ظهيراً أيسر. وأما الخيار الثالث، فسيكون هو الذي اعتمد عليه جيسوس عقب طرد ماني، ولا سيما في الشوط الثاني، من خلال إمالة جواو فيليكس للجانب الأيسر، مع منحه حرية التحرك للداخل، ليشكّل خطورة كبيرة على حارس مرمى المنافس. لكن الفارق أن جيسوس لم يستطع تعويض فيليكس بلاعب ثالث في نصف الملعب، بسبب طرد النجم السنغالي ضد الاتحاد، وسيكون قادراً على ذلك في نهائي السوبر.
وبدوره، ستكون الأنظار متجهة في نهائي بطولة كأس السوبر السعودي، إلى النجم البرتغالي المخضرم، كريستيانو رونالدو، الذي نجح في الأخذ بثأره الشخصي من غريمه الاتحاد، بعد خيبة الأمل التي عاشها في عام 2023، عندما حرمه “العميد” الوصول إلى النهائي، عقب الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف. ويعلم رونالدو أن المهمة لن تكون سهلة في نهائي البطولة، لكنه مُطالب الآن بقيادة ناديه النصر صوب تحقيق اللقب، الذي طال انتظاره، بجانب أن الصعود إلى منصة التتويج سيعطي دفعة معنوية ضخمة لـ”صاروخ ماديرا” الذي يدرك أن الموسم الجديد سيكون حافلاً بالمواجهات الصعبة في الدوري والكأس، بالإضافة إلى دوري أبطال آسيا 2.