الرئيسية

إنفاق قياسي للمغاربة على السفر إلى الخارج



يرتقب أن يصل إنفاق المغاربة على السفر إلى الخارج إلى مستوى قياسي خلال العام الحالي، بعدما تجاوز في العام الماضي حوالي 3 مليارات دولار. غير أن وكالات الأسفار تؤكد أن حجم الإنفاق لا يعكس حقيقة حركة السفر. ويؤكد محمد السملالي، رئيس الفيدرالية الوطنية لأرباب وكالات الأسفار، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن وتيرة الإقبال على السفر إلى الخارج تباطأت، موضحًا أن ارتفاع الإنفاق يُفسَّر في جزء منه بالقرار الذي اتُّخذ قبل عامين بزيادة حصة الراغبين في السفر من العملة الصعبة.

وتفيد بيانات مكتب الصرف بأن إنفاق المغاربة على السفر إلى الخارج واصل ارتفاعه منذ بداية العام الجاري، حيث زاد بنسبة 8.2% في يونيو/حزيران الماضي، ليصل إلى 1.7 مليار دولار، مقابل 1.58 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. وتشير وتيرة هذا الارتفاع إلى إمكانية بلوغ رقم قياسي جديد مع نهاية العام، بعدما كان وصل في العام الماضي إلى حوالي 3.25 مليارات دولار، متجاوزًا المستوى الذي تحقق قبل الجائحة.

وعادةً ما يرتفع إنفاق المغاربة على السفر إلى الخارج في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، حيث تتزامن هذه الفترة مع العطل المدرسية والإجازات السنوية للموظفين وأُجراء الشركات الخاصة. غير أن السملالي يؤكد أن السياق الدولي المتسم بعدم اليقين وتراجع القدرة الشرائية يدفع الأسر إلى إعادة النظر في خططها المتعلقة بالسفر إلى الخارج هذا العام.

ويشدد رئيس الفيدرالية الوطنية لأرباب وكالات الأسفار على أن ارتفاع الإنفاق لا يعني بالضرورة إقبالًا كبيرًا على السفر، بل يُفسَّر بالقرار الذي اتخذته الحكومة العام الماضي، والمتعلق برفع حصة المسافرين من العملة الصعبة. وفي عام 2023، رفع المغرب الحصة السنوية المخصَّصة للراغبين في السفر من العملة الصعبة من 4500 دولار إلى 10 آلاف دولار، وهو ما يشمل السفر بغرض السياحة أو الحج أو العمرة أو التطبيب. ويرى السملالي أن مستوى الإنفاق المسجَّل في العام الحالي يمكن تفسيره أيضًا بالإقبال الكبير على أداء مناسك الحج والعمرة، حيث تُدرج هذه الرحلات ضمن بيانات السياحة إلى الخارج.

وعادةً ما يتوجه السياح المغاربة إلى بلدان الاتحاد الأوروبي، خاصة فرنسا وإسبانيا، غير أن تركيا أضحت في السنوات الأخيرة وجهة مفضلة، بحكم إعفائهم من تأشيرة الدخول. كما يميل بعض المغاربة في الأعوام الأخيرة إلى السفر نحو وجهات سياحية في جنوب شرق آسيا، بينما أبدى آخرون اهتمامًا بالسفر إلى أذربيجان، في حين تفضّل بعض الأسر التوجه إلى مصر.

لكن السملالي يشير إلى أن الإقبال على تركيا تباطأ مؤخرًا، وهو ما يظهر في بيانات وزارة السياحة والثقافة التركية، حيث انخفض عدد السياح المغاربة إلى 99 ألفًا في النصف الأول من العام الجاري، مقابل 104 آلاف في الفترة نفسها من العام الماضي.

وعاد النقاش حول كلفة السفر إلى الواجهة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، حيث يرى البعض أن الإنفاق على السفر داخل المغرب مرتفع مقارنة بوجهات سياحية أخرى، قياسًا بالخدمات السياحية المقدَّمة. وتشتكي وكالات تنظيم الأسفار في المغرب من منافسة غير متكافئة مع المنصات الرقمية التي توفر خدمات حجز الفنادق لصالح السياح المغاربة، سواء داخل البلاد أو خارجها.

ويؤكد السملالي أن جزءًا مهمًّا من إيرادات وكالات الأسفار المغربية يأتي من رحلات الحج والعمرة، حيث ما زال هذا النوع من السفر يخضع لضوابط لا تتوفر لدى المنصات الرقمية. ويُحيل على السياسة الحمائية التي تبنتها بعض الدول، مثل تركيا، التي حدّت عبر القضاء من نشاط المنصات الدولية داخل أراضيها، ومنعت مواطنيها من حجز الفنادق عبرها.