موظفون في مخزن إحدى الشركات الأميركية، 30 أغسطس 2023 (Getty)
صدر تقرير عن مجموعة الأبحاث التي تضم أكثر من 1000 شركة عامة وخاصة كأعضاء، أن العديد من كبار مسؤولي الموارد البشرية الذين جرى استطلاع آرائهم يتجهون لتعيين عدد أقل من الموظفين الجدد، وآخر مرة كان فيها التنفيذيون متفائلين على نطاق واسع بشأن التوظيف، كانت في الربع الثاني من عام 2023، عندما توقع أكثر من نصفهم زيادة عدد الموظفين، وفقًا لاستطلاعات سابقة لمجلس المؤتمر، وفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال”. وبحسب الاستطلاع، فإن واحدا من كل 5 أصحاب عمل أميركيين يخطط لإبطاء التوظيف في النصف الثاني من عام 2025، وهو ما يقارب ضعف نسبة الشركات التي توقعت تقليص التوظيف في مثل هذا الوقت من العام الماضي.
في السياق نفسه، قالت شركة نوفو نورديسك، الشركة المنتجة للأدوية الشهيرة أوزيمبيك وويغوفي، يوم الأربعاء إنها ستوقف التوظيف في المجالات غير الأساسية في الوقت الذي تحاول فيه صد المنافسة من النسخ المقلدة لأدويتها. وأشارت شركة التوظيف “جي إي إي غروب”، إلى أن تجميد التوظيف يشكل عائقًا أمام أعمالها، بينما قالت شركة ” أي أم أن هيلث كاير”، إن تجميد التوظيف في المستشفيات كان يبطئ أعمالها في مجال توظيف الأطباء، وفقًا لشركة الأبحاث “ألفا سنس”.
بدورها، قالت قائدة مركز رأس المال البشري في مجلس المؤتمر الأميركي ديانا سكوت لـصحيفة “وول ستريت جورنال”، إن مديري التوظيف يتخذون نهجًا أكثر تفكيرًا واستقرارًا في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي. وشمل الاستطلاع 100 من كبار مسؤولي الموارد البشرية في منظمات أميركية، من شركات فورتشن 500 والعلامات التجارية العالمية الكبرى، وكذلك أصحاب العمل الإقليميين المتوسطين وأنظمة الرعاية الصحية التي توظف آلاف الأشخاص.
وأضافت سكوت أن التباطؤ يعكس جهود الشركات لتكون أكثر استراتيجية عبر تقوية الفرق الحالية والحفاظ على المرونة قبل الإقدام على تحركات كبيرة في التوظيف كما فعلت قبل عدة سنوات. أما شركة برمجيات الرواتب والموارد البشرية عبر الإنترنت بايكوم قالت للمستثمرين إنه مع طرحها المزيد من الأتمتة، تعيد التفكير في ما إذا كانت ستعيد شغل بعض الوظائف. بينما شركة تكنولوجيا إعلانية، نيكسن إنترناشونال، صرحت مؤخرًا إنها ستوظف عددًا أقل من الأشخاص في تطوير البرمجيات، حتى مع استمرارها في ضم موظفين في مجالات أخرى.
ويمثل تقرير مجلس المؤتمر علامة أخرى على ضعف سوق العمل الأميركية. فقد تباطأ نمو الوظائف هذا العام، وأوقفت شركات كبرى، منها T. Rowe Price Group وJetBlue Airways، التوظيف لخفض التكاليف في ظل بيئة اقتصادية غير مؤكدة.
ووفقاً للبيانات الفيدرالية، يستغرق العامل العادي الآن 24 أسبوعاً للعثور على وظيفة بعد فقدان وظيفته، أي ما يقارب شهرًا أطول مما كان عليه قبل عام. وأظهر تقرير الوظائف لشهر يوليو/تموز تباطؤًا حادًا في التوظيف، كما ارتفع عدد العاطلين عن العمل لفترة طويلة. وقد تفاخر بعض الرؤساء التنفيذيين أمام المستثمرين بانكماش قواهم العاملة وخططهم ليكونوا أكثر إنتاجية بعدد أقل من الموظفين. والرسوم الجمركية خلقت حالة من الحذر لدى أصحاب العمل، وأثقلت كاهل قطاع التصنيع وغيره من القطاعات، كما أن المداهمات في أماكن العمل تضر بالصناعات التي تعتمد على المهاجرين مثل تنسيق الحدائق وتعبئة اللحوم.
وتضاف هذه الحقائق الاقتصادية إلى رغبة الشركات المستمرة منذ سنوات في تبني الذكاء الاصطناعي لجعل قواها العاملة أكثر إنتاجية وكفاءة. وسجل مؤشر ثقة رؤساء الموارد البشرية في مجلس المؤتمر بشأن التوظيف مستوى 54 في الربع الثاني، مما خفض توقعات التوظيف من مستوى 59 في الفترة نفسها من العام الماضي.
في السياق ذاته، قال نصف المستطلعين أيضًا إنهم يتوقعون أن يكون لسياسات إدارة ترامب تأثير سلبي على القوى العاملة، ارتفاعًا من 36% قالوا الشيء نفسه في مارس/آذار. وفي الوقت نفسه، قال 11% إن سياسات الإدارة سيكون لها تأثير إيجابي، ارتفاعًا من 5% في مارس/آذار، بينما قال 18% فقط إنهم غير متأكدين، انخفاضًا من 31% في الربيع.