غاز الجزائر في عام 2023 (بلال بن سالم/ فرانس برس)
كشفت السفيرة الأميركية في الجزائر، إليزابيث مور أوبين، أن الرئيس عبد المجيد تبون عقد لقاءات مع مسؤولين من شركتي الطاقة الأميركيتين شيفرون وإكسون موبيل لبحث فرص التعاون في مجال استكشاف الغاز الصخري. وأكدت أوبين، خلال ندوة صحفية عقدتها اليوم الأربعاء بمقر السفارة في العاصمة، أن الولايات المتحدة تعتبر الجزائر شريكاً أساسياً في مجال الطاقة، مشيرة إلى أن الشركات الأميركية تمتلك خبرات وحلولاً تكنولوجية متقدمة يمكن أن تساهم في تطوير هذا القطاع الحيوي.
وتصنف الجزائر ضمن أكبر الدول امتلاكاً لاحتياطيات الغاز الصخري القابلة للاستخراج، إذ تشير تقديرات وكالة الطاقة الأميركية إلى أن حجم هذه الاحتياطيات يتجاوز 700 تريليون قدم مكعب. ويضع هذا الرقم الجزائر في المرتبة الثالثة عالمياً بعد الصين والأرجنتين، ما يجعلها لاعباً محتملاً في سوق الطاقة غير التقليدية.
وبدأت الجزائر محاولات فعلية لاختبار الغاز الصخري عام 2014 في منطقة عين صالح (جنوب البلاد) بالشراكة مع شركات أجنبية، لكن التجربة توقفت بعد احتجاجات شعبية واسعة بسبب المخاوف البيئية المتعلقة باستخدام كميات هائلة من المياه في عمليات التكسير الهيدروليكي. ومنذ ذلك الحين، ظل الملف معلقاً بانتظار ظروف سياسية واقتصادية أكثر ملاءمة. وبرز الاهتمام الأميركي والأوروبي بالغاز الصخري الجزائري مع اندلاع الحرب الأوكرانية 2022 وتراجع إمدادات الغاز الروسي. وبالنسبة لأوروبا، التي تستورد نحو 90% من احتياجاتها من الغاز، يمثل تطوير الموارد الجزائرية خياراً استراتيجياً لتعويض النقص الروسي. أمّا الولايات المتحدة، فترى في الجزائر شريكاً جيو – طاقوياً في شمال أفريقيا يعزز حضورها في مواجهة النفوذ الصيني والروسي.
وأضافت السفيرة الأميركية خلال الندوة أن أكثر من 100 شركة أميركية تنشط حالياً في السوق الجزائرية، وأن الاستثمارات الأميركية تمثل نحو 29% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية. وأوضحت أن اهتمام واشنطن لا يقتصر على المحروقات التقليدية فحسب، بل يشمل أيضاً دعم مشاريع الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، بما ينسجم مع خطط الجزائر لتنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على النفط والغاز التقليديين.
ورغم تركيزها على ملف الطاقة، أبرزت أوبين أن العلاقات الجزائرية – الأميركية تمتد إلى مجالات أخرى، منها التعاون العسكري والأمني، حيث أشارت إلى توقيع مذكرة تفاهم في يناير/ كانون الثاني الماضي لتعزيز الاستقرار الإقليمي، إلى جانب زيارة المدمرة الأميركية “شرمان” للجزائر وبرامج التعاون في مجال سلامة الطيران. كما أعلنت السفيرة أن مشروع إنشاء خط جوي مباشر بين الجزائر ونيويورك قريب جداً من قلبها، مؤكدة أن المبادرة تهدف إلى تعزيز التبادلات التجارية والسياحية، وأنها ستواصل العمل من أجل تجسيدها قريبا.
وفي قطاع الفلاحة، أشارت أوبين إلى ميلاد أول عجل أميركي بالجزائر ضمن مشروع ضخم لإنتاج الحليب تشارك فيه الشركة الأميركية “فيرمون”، معتبرة أن ذلك يعكس نجاح الشراكة الزراعية. أما في المجال التعليمي والثقافي، فقد أشادت بالإقبال المتزايد على تعلم اللغة الإنكليزية، موضحة أن السفارة الأميركية تشرف على خمس مدارس تقدم دروساً مجانية، مع إطلاق مشروع لتكوين مسؤولين جزائريين في اللغة الإنكليزية.