اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن السودان، 27 يناير 2025 (Getty)
أصدرت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وحكومات دول الولايات المتحدة الأميركية وسويسرا ومصر والسعودية والإمارات، اليوم الأربعاء، بياناً مشتركاً يدعو إلى هدنة إنسانية في السودان، وذلك مع استمرار تدهور الوضع الإنساني وتزايد أعداد الذين يعانون من سوء التغذية الحاد والمجاعة.
ودعا التحالف جميع الأطراف المتحاربة في السودان إلى رفع العوائق التي تمنع وصول المساعدات الإنسانية، والحفاظ على طرق الإمدادات الرئيسية مفتوحة أمام القوافل الإنسانية والعاملين بها، وذلك في جميع أنحاء البلاد لجميع المدنيين الذين يحتاجونها، وقال البيان “يجب أن يشمل ذلك تمديد معبر منطقة أدري على المدى الطويل، واتفاقات بشأن الاستخدام المتوقع والمستدام للطرق الرئيسية المؤدية إلى دارفور وكردفان، بالإضافة إلى معابر إضافية من جنوب السودان”.
كما دعا التحالف لضمان مرور آمن للمدنيين للحصول على المساعدات والخدمات، والسماح بوجود إنساني مستدام في جميع أنحاء السودان، وضمان حماية البنية التحتية المدنية لا سيما الطاقة والمياه والصحة، واستعادة خدمات الاتصالات في جميع أنحاء البلاد، وعبّرت الدول المتحالفة عن استيائها من استمرار تدهور الوضع الإنساني وتزايد أعداد من يعانون سوء التغذية الحاد والمجاعة ومن تعدد المعوقات.
وأكد التحالف أنه يتعيّن على جميع أطراف النزاع اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وفقاً لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وإعلان جدة، للالتزام بحماية المدنيين في السودان الذي جرى توقيعه في مايو/ أيار 2023، وأكدت مجموعة التحالف ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي احتراماً كاملاً.
ومنذ منتصف إبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حرباً أسفرت، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح ولجوء نحو 15 مليوناً، فيما قدّرت دراسة لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً. وتسبّبت الحرب وفق الأمم المتحدة في “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، وأدت إلى انقسام البلاد بحكم الأمر الواقع بين المتحاربين، إذ يسيطر الجيش على الوسط والشرق والشمال، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على القسم الأكبر من إقليم دارفور (غرب) وأجزاء من الجنوب. وبحسب منظمة أطباء بلا حدود، يشهد السودان أيضاً أسوأ تفش للكوليرا منذ سنوات مدفوعاً بالحرب المستمرة.