عوض صلاح خيبة أمله مع تشلسي إلى نجاح مع ليفربول (العربي الجديد/Getty)
واصل نجم منتخب مصر ونادي ليفربول الإنكليزي، محمد صلاح (33 عاماً)، حصد الأرقام القياسية والجوائز الفردية، وآخرها تتويجه بجائزة رابطة اللاعبين المحترفين لأفضل لاعب للمرة الثالثة، ليصبح أول من يحقق هذا الإنجاز في تاريخ “البريمييرليغ”، وبذلك يؤكد الملك المصري مكانته بين أساطير الدوري الإنكليزي الممتاز، بعدما شدّد في تصريحاته الأخيرة على أن هذا التألق جاء ثمرة إيمانه بقدراته، وإصراره على تجاوز محطات الإخفاق، التي واجهها منذ بداياته المتواضعة في مصر، مروراً بتجربته مع تشلسي، ووصولاً إلى النجاح بقميص ليفربول على أرضية “أنفيلد”.
ويؤكد صلاح ترسيخ مكانته أحدَ أعظمِ النجوم، الذين مرّوا على الدوري الإنكليزي الممتاز، وذلك بعدما حوّل إخفاق البداية إلى قصة نجاح استثنائية كُتبت بأحرف من ذهب مع ليفربول، فمنذ انضمامه إلى “الريدز” في صيف 2017 قادماً من نادي روما الإيطالي بصفقة بلغت قيمتها 39 مليون يورو، نجح النجم المصري في تحطيم العديد من الأرقام القياسية، وقاد فريقه إلى التتويج بلقب البريمييرليغ في مناسبتين، وكذلك نيل بطولات دوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، إلى جانب كأس الرابطة وكأس الاتحاد الإنكليزي والدرع الخيرية، ليضع اسمه عن جدارة في خانة الكبار.
ولم تكن رحلة صلاح نحو المجد مفروشة بالورد، بل بدأها من الدوري المصري بقميص نادي المقاولون العرب، الذي خاض معه 44 مباراة وسجل 12 هدفاً، ليلفت أنظار كشافي نادي بازل السويسري، الذي تعاقد معه عام 2012، وهناك بدأ النجم المصري أولى خطواته الأوروبية، إذ خاض 79 مباراة وسجل 20 هدفاً، وحقق لقب الدوري السويسري مرتين متتاليتين في موسمي 2012-2013 و2013-2014، قبل أن يخطف اهتمام المدرب البرتغالي، جوزيه مورينيو (62 عاماً)، الذي جلبه إلى تشلسي الإنكليزي في عام 2014، لتبدأ تجربة جديدة في مسيرته الاحترافية.
لكن مغامرة صلاح مع تشلسي لم تسر كما خطط لها، إذ عانى قلة المشاركة تحت قيادة مورينيو، فاكتفى بخوض 19 مباراة فقط سجل خلالها هدفين، ليجد نفسه مهمشاً في الفريق اللندني، وبحث “مو” عن فرصة جديدة عبر الانتقال إلى فيورنتينا الإيطالي على سبيل الإعارة، حيث لعب 26 مباراة سجل خلالها تسعة أهداف، ثم واصل رحلته في إيطاليا بالانتقال إلى روما في عام 2015، بداية على سبيل الإعارة ثم بعقد دائم، وهي التجربة التي أعادت إليه الثقة من جديد للعودة إلى “البريمييرليغ”، وقد أكد ذلك في تصريحاته الأخيرة، قائلاً: “قبل عشرة أعوام، عندما لم أنجح في تشلسي، فكرت في مغادرة إنكلترا نهائياً، لكن تجربتي مع روما أعادت لي الثقة من جديد”.
وكانت تجربة صلاح مع روما نقطة التحول الحقيقية في مسيرته، إذ خاض بقميص “الذئاب” 83 مباراة سجل خلالها 34 هدفاً وقدّم 21 تمريرة حاسمة، ليصبح أحد أبرز نجوم الفريق، وبفضل تألقه اللافت خطف أنظار ليفربول الذي ضمه عام 2017، ليبدأ بعدها كتابة تاريخ استثنائي تحت قيادة المدرب السابق، الألماني يورغن كلوب (58 عاماً)، ثم مع المدير الفني الحالي، الهولندي أرني سلوت (46 عاماً)، مع الإشارة إلى أنه في موسمه الأخير واصل صاحب الـ 33 عاماً تأكيد حضوره في القمة، بعدما سجل 34 هدفاً وصنع 23 تمريرة حاسمة في 52 مباراة بمختلف البطولات، مثبتاً أن العمر لم يحد من قدراته التهديفية والإبداعية.
ويجدر بالذكر أن “الفرعون المصري” خاض مع نادي ليفربول في جميع المسابقات 403 مباريات، منذ وصوله إلى قلعة أنفيلد، سجل خلالها 246 هدفاً وقدّم 113 تمريرة حاسمة، بينها 187 هدفاً في 302 مباراة بالدوري الإنكليزي الممتاز، وبذلك تساوى مع الأسطورة أندي كول في المركز الرابع بقائمة الهدافين التاريخيين لـ “البريمييرليغ”، ليقترب من واين روني الثالث، وهاري كين الثاني، والمتصدر آلان شيرار برصيد 260 هدفاً، كما يحتل صلاح حالياً المركز الثالث في قائمة الهدافين التاريخيين لنادي ليفربول، خلف روجر هانت الذي سجل 285 هدفاً في 492 مباراة، وإيان راش الذي سجل 346 هدفاً في 660 مواجهة، ومع استمرار توهجه، يبدو أن قائد منتخب الفراعنة ماضٍ في ترسيخ اسمه بحروف خالدة في تاريخ ليفربول والدوري الإنكليزي وكرة القدم العالمية خلال الفترة المقبلة.