فلسطينيون قرب مركز توزيع مساعدات وسط قطاع غزة، 22 أغسطس 2025 (فرانس برس)
قالت تقارير إسرائيلية، اليوم الجمعة، إن مشاورات بدأت بشأن تنسيق موعد ومكان استئناف مفاوضات غزة وسط تقديرات بالعودة إلى طاولة التفاوض خلال الأيام المقبلة. ونقلت القناة (12) العبرية عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة” لكنها لم تسمها، أن الوسطاء أجروا اتصالات مع إسرائيل وحركة حماس لتنسيق الجولة المقبلة من المفاوضات. وأشارت المصادر إلى أن الوفد الإسرائيلي، الذي قاد المحادثات الأخيرة في الدوحة، سيتولى إدارة المباحثات مجدداً، مع ترجيحات بأن تُعقد في موقع جديد لم يُعلَن.
ولم يصدر بعد أي تعليق رسمي بشأن هذه التقارير سواء من الوسطاء أو حركة حماس أو تل أبيب.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد ضغوط عائلات الأسرى الإسرائيليين للمضي في إبرام صفقة تضمن الإفراج عن ذويهم، بينما أوعز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الخميس، ببدء مفاوضات فورية لإطلاق سراح الأسرى “بشروط مقبولة لإسرائيل”، بالتوازي مع المضي بخطة احتلال قطاع غزة. ويُظهر تصريح نتنياهو، رغبته في صفقة بشروط جديدة، في وقت ينتظر فيه الوسطاء رداً رسمياً منه على مقترح أميركي أعلنت حماس موافقتها عليه مؤخراً، وتطابق في معظمه مع ما وافقت عليه إسرائيل سابقاً. وأجمعت وسائل إعلام عبرية على أن التصريح الذي أدلى نتنياهو، هو بمثابة تأكيد لمواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة وتوسيع دائرتها، ومواصلة المراوغة بشأن إبرام الصفقة، بعدما تجاهل المقترح الذي سلمه الوسطاء منذ الاثنين الماضي بخصوص التهدئة ووقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق اليوم، قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، إن نتنياهو “يبتكر أساليب جديدة لعرقلة الصفقة بدلاً من دفعها إلى الأمام”. واتهمت العائلات نتنياهو، بـ”تعطيل مسار التوصل إلى اتفاق يمكن أن يعيد أبناءهم إلى بيوتهم”. وحذّرت العائلات من أن أي تصعيد عسكري إضافي يعرّض حياة الأسرى للخطر. وأشارت إلى أن نافذة الفرصة لإتمام صفقة تبادل آخذة في الانغلاق بسرعة. وتقدّر إسرائيل أن لدى حماس 50 أسيراً، بينهم 20 أحياء، فيما تحتجز سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني، وسط اتهامات حقوقية بتعرضهم للتعذيب والإهمال الطبي.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن المقترح المطروح يشمل إعادة انتشار القوات الإسرائيلية قرب الحدود لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، ووقفاً مؤقتاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً يتم خلالها تنفيذ التبادل على مرحلتين: الإفراج عن 10 أسرى أحياء و18 جثماناً إسرائيلياً مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب بحث ترتيبات تهدئة دائمة منذ اليوم الأول. ورغم ذلك، تمضي تل أبيب بخطة عسكرية لاحتلال ما تبقى من قطاع غزة، تبدأ بمدينة غزة عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة، قبل تطويقها وتنفيذ عمليات توغل داخل الأحياء، ثم التوجه إلى مخيمات اللاجئين وسط القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفاً و263 شهيداً، و157 ألفاً و365 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 273 شخصاً، بينهم 112 طفلاً.
(الأناضول، العربي الجديد)